حظي ولا يزال موضوع مشاركة العاملين في صنع القرارات باهتمام العديد من الكتاب والباحثين، وحث العديد منهم على أهمية وضرورة مشاركة الأفراد والجماعات في عمليات صنع القرارات في المنظمات وأشارت الدراسات والأبحاث العديدة إلى النتائج والآثار الإيجابية لتلك المشاركة مثل زيادة الإنتاج وتحسين نوعيته، وتحسين الأداء، والرضا الوظيفي، وتقدير الذات، والتعاون، وتعزيز الالتزام بأهداف المنظمة، وتقليص دوران العمل، والتغيب ، ويساعد على إحداث التغيرات المطلوبة، وتحسين الاتصالات الفعالة. يقول أحد الكتاب بعد إجراء مراجعة حديثة للدراسات والأبحاث في هذا المجال: "إن المشاركة بصورة عامة تعزز الشعور بالانتماء للمنظمة، وحياة عمل إيجابية، وصحة عقلية أفضل من خلال تحقيق حاجات الاستقلالية والمسؤولية والجوانب المادية للفرد، وقد ثبت أن المشاركة تؤدي إلى إنتاجية أعلى، وتقليص الدوران الوظيفي ومزيد من الرضا الوظيفي .
توضيح مفهوم المشاركة:
مما يساعد على إدراك النتائج المتوقعة من المشاركة هو توضيح معنى المشاركة . المشاركة تعني انغماس الأفراد ذهنيا وعاطفيا في العمل بما يشجعهم على المساهمة في أهداف الجماعة ومشاركة المسؤولية عنها، وهذا التعريف يتضمن ثلاث أفكار: الانغماس، والمساهمة، والمسؤولية فالفرد الذي يشارك ينغمس ذاتيا ولا ينغمس فقط في العمل، يخطئ المدير حينما يعتقد بأن الانغماس في العمل فقط هو مشاركة حقيقة. والفكرة الثانية هي المشاركة، فالمشاركة تدفع الناس للإسهام ، إذ تتاح لهم فرصة تفجير طاقاتهم وإمكاناتهم في الإبداعية نحو تحقيق أهداف المنظمة . والفكرة الثالثة هي أن المشاركة تشجع الناس على تقبل المسؤولية عن نشاطات الجماعة، فالمشاركة عملية اجتماعية يصبح الأفراد فيها منغمسين ذاتيا في المنظمة ويريدون أن يروها ناجحة، ومع بدء الأفراد تقبل المسؤولية عن أنشطة الجماعة ، يرون في ذلك طريقة لعمل ما يريدون أن يعملوه .
صنع القرارات الجماعية:
لقد أصبح مألوفة في المنظمات أن تقوم الجماعات واللجان وفرق العمل والمجالس المختلفة ، بصنع العدد من القرارات، إن تعقد المنظمات وتزايد حجمها من ناحية وازدياد التحديات البيئية التي تواجهها يجعل من الصعب إمكانية إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات المعقدة من قبل فرد معين، فالمشكلات المعقدة التي تواجه المنظمات تحتاج إلى معرفة متخصصة في مجالات عديدة لا تتوافر عادة لدى شخص واحد، ومن ناحية أخرى فإن الكثير من القرارات والحلول يجب أن تنال قبول وموافقة العديد من الأفراد والوحدات ضمن المنظمة، الأمر الذي شجع على شیوع استخدم أسلوب صنع القرار الجماعي لقد أثار موضوع فاعلية القرار الجماعي الكثير من الجدل والنقاش بين أوساط الكتاب والباحثين، فالمتحمسون للقرار الجماعي يؤكدون على المزايا والإيجابيات العديدة لأسلوب القرار الجماعي، ولكن في نفس الوقت يتحفظ آخرون على ذلك لما يصاحب ذلك بعض السلبيات .