المقدمة
إن الانسان منذ القدم يعيش في جماعه , لأن الأعمال الضخمة و المتنوعة لا يستطيع القيام بها بمفردة , و لتسيير أمر الجماعة نحو تحقيق الأهداف الضخمة فلا بد من الإدارة , فهي أساس تقدم الأمم , و المسؤولة عن نجاح المنظمات في المجتمع , فهي قادرة على استغلال الموارد البشرية و المادية بكفاءة و فاعلية عالية , و العديد من الدول التي تملك الموارد المالية و البشرية و لكن لنقص الخبرة الإدارية بقيت في موقع متخلف , و لذلك تواجه البلدان النامية كثيرا من المشاكل التي تحتاج الى قدرة و كفاءة إدارية عالية لحلها حتى يمكن أن تحقق اهداف التنمية المرغوبة . إن الفكر الإداري في الإسلام و الذي استند على القرآن و السنة و اجتهادات علماء المسلمين قد سبق الأفكار الإدارية المعاصرة بتعاليمه السمحة، فلقد تميز النظام الإداري للدولة الإسلامية بربانية النظام و اعتبار مبدأ رقابة الله العليا على الرئيس و المرؤوس و الضمير الحي المغروس في القلوب مبدأ أساسيا تبنى عليه أسس الإدارة . فالإدارة مبادئ و قواعد و مدارس و نظريات تحكم العمل الإداري، كما أن تطبيق هذه المبادئ و النظريات يؤدي الى نتائج محددة , و الحضارة الإسلامية خير شاهد على ذلك فالرسول عليه الصلاة و السلام استطاع بفئة قليلة من المسلمين أن يبني أعظم دولة عرفها التاريخ , و حينما طبق الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز المنهج الإسلامي في إدارة الدولة الإسلامية ( كمبدأ اختيار الشخص المناسب و إتقان العمل و الشورى و المشاركة في اتخاذ القرار ) صاروا في رفاه اجتماعي . فلقد أصبحت الإدارة فعلا مورد من موارد المجتمع , و ذلك لما لها من تأثير مباشر و ملموس في تحقيق الأهداف الشخصية و المؤسساتية , الوطنية , القومية , الدولية , إن القدرة و الموهبة على استغلال الموارد استغلالا تاما من خلال العلوم والفنون الإدارية أصبح حلم الشعوب و الأمم المختلفة , و ها هي اليابان البلد الذي يفتقر الى الموارد الطبيعية , أصبحت من اكبر الدول الصناعية بالعالم , لأن القائمين عليها عرفوا سر الإدارة في تحقيق المعجزات و استطاعت بفضل عبقرتيها الإدارية أن تحقق ما كانت تصبو إليه من تقدم وازدهار .