خصائص التنظيم الجيد

سبق وأن ذكرنا أن التنظيم الجيد هو الذي يتفاعل مع التخطيط ويتناسق معه على طريق بلوغ الهدف المشترك الذي يسعى إليه كل منهما. ورغم ذلك، فإن هناك ملامح أخرى تميز التنظيم الجيد، والتي أجمع عليها رجال الفكر الإداري بناء على ملاحظاتهم وتجاربهم ومن أهم هذه الملامح ما يلي:
1- وحدة القيادة : إن حسن التنظيم يقضي أن لا يخضع المرؤوس لأكثر من رئيس واحد. فالمرؤوس يبدع أكثر عندما يكون له رئيس واحد وليس عدة رؤساء .
2- تسلسل القيادة : إن حسن التنظيم يقضي أيضا أن يتضمن التنظيم تسلسلا وظيفيا يوضح العلاقة بين الرؤساء والمرؤوسين. والمرؤوس قد يكون رئيسا لآخر. وعلى ذلك لا بد من توضيح اتجاهات خطوط السلطة من أعلى إلى أسفل، بما يسمح بانسياب الأوامر وتدفقها كاملة من أعلى المستويات الإدارية إلى أدناها في أسرع وقت.
3- أولوية النشاطات : إن التنظيم الذي يميز بين الأنشطة الأساسية والثانوية ويعطي الأنشطة الأساسية اهتماما خاصا من حيث وضعها في مستوى إداري مناسب لأهميتها. فالأهم ثم المهم هو مبدأ من مبادئ التنظيم الفعال
4- عدم الإسراف : إن التوسع في التخصص والرغبة في تحقيق التنسيق والرقابة له تكلفته العالية التي تتحملها المنشأة. ولا شك أيضا أن مجرد التوفير يجب ألا ينظر إليه کهدف ، وإنما المقصود هو توفير ما ينبغي توفيره. ويعتبر التنظيم الجيد أداة فاعلة لمنع الإسراف والهدر، ويؤدي بالتأكيد إلى تقليص التكاليف.
5- النطاق المناسب للإشراف : بمعنى أنه لا يجوز أن يزيد عدد الأشخاص الذين يخضعون لإشراف رئیس واحد، عن القدر الذي يسمح به جهده ووقته وإمكاناته. ويخضع نطاق الإشراف إلى جملة عوامل في مقدمتها طبيعة العمل في المنشأة، درجة تفويض السلطة، ومدى القرب المكاني بين المرؤوسين والرئيس.
6- الوضوح في تحديد المسؤوليات : لتجنب الفوضى والإرباك، ولكي تكون المنشأة قادرة على مكافأة المجد و محاسبة المسيء، وحتى يفهم كل عضو في التنظيم عمله بدقة ووضوح لا لبس فيه ولا غموض، لا بد من أن تكون المسؤوليات محددة بوضوح تام، ومفهومة، ومعلنة.
۷- المرونة والبساطة : إن التنظيم الجيد هو الذي يقبل التعديل وفقا لمقتضيات التطور من دون أن يحدث تغيير جذري في معالمه الأصلية. وينبغي أن يكون التنظيم بسيطة لا تعقيد فيه.
۸- استقرار التنظيم : بمعنى أنه يجب ألا يجري تعديل أساسي في التنظيم إلا إذا كان ذلك لأسباب قوية تبرر ما يبذل من جهود ووقت ومال في التعديل أو إعادة التنظيم.
9- التعاون بين العاملين : إن تحقيق التعاون بين العاملين ليس عملية تلقائية بل هو عملية منظمة ومستمرة ومهمة في الحفاظ على بقاء المنشأة. والتنظيم الجيد هو الذي يوفر مناخ مشجع لتفاعل وتضافر جهود العاملين بما يحقق الأهداف المرسومة.
۱۰- مراعاة الطاقة البشرية في توزيع الواجبات : ذلك لأن لكل إنسان طاقة لا يستطيع أن يتجاوزها، ولا ينبغي أن تحمل الإنسان بأكثر من طاقته. والتنظيم ليس مجرد رسم على ورق ووصف مكتوب، بل هو تفاعل يتم بين الواجبات والقدرات البشرية. لهذا لا بد من دراسة قدرات أعضاء التنظيم - كل منهم على حدة - ثم تحميل الواحد منهم بالواجبات التي يقدر عليها وحده.
۱۱- شبكة فعالة للاتصالات : يجب أن يتضمن التنظيم الأمثل شبكة اتصالات واضحة وفعالة تكفل تدفق المعلومات من أدنى مراتب التنظيم إلى المستويات العليا فيه، وذلك بسرعة فائقة ودون عوائق تقف في سبيل انسياب المعلومات. كما ينبغي وجود خطوط واضحة للسلطة تبين وضع كل عضو في التنظيم بالنسبة لمن يعلوه.