العوامل المؤثرة على اختيار الهيكل التنظيمي المناسب

لا يوجد هيكل تنظيمي مثالي صالح للتطبيق لأية منشأة، باعتبار أن الهيكل التنظيمي، من حيث التصميم مثلا، يعتمد على جملة من العوامل والمؤثرات والمحددات، مثل أهداف المنشأة وطبيعة عملها وظروفها المحلية، وطبيعة أسواقها وغير ذلك. إلا أن هناك عوامل تؤثر على اختيار الهيكل التنظيمي المناسب. ومن أبرز هذه العوامل ما يلي: .
1-حجم المنشأة : بالتأكيد فإن المنشأة والمشروعات الكبيرة التي تمارس نشاطات متنوعة وتخدم أسواق متعددة، مثل الشركات متعددة الجنسية، تتمتع بمزايا التخصص والتنوع في مجالات النشاط، مما يزيد الحاجة إلى التنسيق والرقابة. وعليه فإن الهياكل التنظيمية للمشروعات الكبيرة غالبا ما تكون تفصيلية وشاملة. في حين أنه في المشروعات الصغيرة والمحدودة النشاط، يصعب عادة القيام بتقسيم واضح ومحدد للنشاطات، لأن هذه النشاطات هي بالأصل محددة وضيقة ولا تحتاج إلى اختصاصات كثيرة.
2- دورة حياة المنشأة : إن الزمن وما يحمله من متغيرات يملي على المنشآت إعادة التنظيم وإلا فقدت فرصة التكيف مع المتغيرات لأغراض البقاء والنمو. وإذا كانت دورة حياة المنشأة قصيرة ومحدودة فإن الهيكل التنظيمي المناسب لها ينبغي أن يكون بسيطة في مكوناته وعلاقاته. أما العمل المتواصل، على شكل ورديات، فإن هذا يتطلب هيكلا تنظيمية معقدة لأنه يستدعي وجود عدد كبير من المشرفين لكل وردية عمل مستقلة.
٣- درجة التخصص : يتأثر الهيكل التنظيمي للمنشأة كثيرا بدرجة التخصص التي تحتاج إليها. فكلما كانت درجة التخصص المطلوبة كبيرة والنشاطات متنوعة، كان ذلك مدعاة لتصميم هياكل تنظيمية تفصيلية ومعقدة، والعكس صحيح.
4- طبيعة عمل المنشأة : هناك منشآت تعمل على نطاق محلي، وأخرى على نطاق البلد الواحد أو الإقليم، أو العالم برمته. وبطبيعة الحال، فإن الشركات العابرة للقارات لها هياكل تنظيمية كبيرة ومعقدة بالمقارنة مع الشركات الوطنية أو المحلية. ففي مثال الشركة العابرة للقارات، قد يكون لدى الشركة أكثر من هيكل تنظيمي واحد، أو قد يكون لها هيكل تنظيمي واحد في غاية التشعيب و التعقيد.
ه- القدرات الإنسانية : إن المنشآت التي لا تتمتع إلا بقدرات بشرية محدودة ومتواضعة غالبا ما تلجأ إلى الهياكل التنظيمية البسيطة التي تتناسب وهذه الإمكانيات البشرية البسيطة. أما المنشآت التي تتمتع برصيد كبير ومتجدد من القدرات الإنسانية المتنوعة، فإن هياكلها التنظيمية تكون تفصيلية ومعقدة .
6- درجة التكنولوجيا : غالبا ما تتمتع المنشآت ذات الاستخدام التكنولوجي الكثيف في نشاطاتها وعملياتها بهياكل تنظيمية معقدة وتفصيلية. فالتكنولوجيا تحدد طبيعة العمل ووسائل تنظيمه والأعمال والوظائف التي ينبغي تأديتها وعلاقات العمل بين هذه الوظائف.
7- استقراريه العمل : غالبا ما تلجأ المنشآت المستقرة، أي العاملة في ظروف بيئية مستقرة، إلى انتهاج الهياكل التنظيمية البسيطة ذات الملامح الواضحة. فالمتغيرات هنا محدودة ، وهذا بدوره ينعكس على الهيكل التنظيمي الذي يكون هو الآخر واضحة وثابت. أما العمل في الظروف غير المستقرة التي تعصف بها المتغيرات، فإن هذا يتطلب هياكل تنظيمية متغيرة، وأحيانا معقدة، فالمتغيرات العاصفة تدفع المنشآت إلى اتباع هياكل تنظيمية معقدة .