أولا :إتقان الأداة :
أداة الكتابة هي اللغة بعلومها المختلفة،من : نحو وصرف ، وبلاغة ، وفقه اللغة،وما يتصل بآدابها في مختلف العصور إبداعيًا وتاريخيًا،والمقصود بالنحو: القواعد العامة الأساسية التي تتعلق بتركيب الجملة ،وضبط مفرداتها ،وموقع كل مفردة في سياقها،وأما الصرف :فهو يبحث في بناء الكلمة المفردة ومشتقاتها وأصولها وما اعتراها من الزيادة والحذف ،أما البلاغة: فتبحث في وسائل تجويد المعنى واللفظ ،وفنون التعبير الخيالي،واختيار الكلمات والأساليب المناسبة للموضوع وأحوال السامعين دون لبس ،وبحث الفروق الخفية بين الاستعمالات المختلفة للألفاظ والتعابير والإشارة إليها .وفقهاللغة يبحث في دلالات الألفاظ وتطورها والأبنية الصوتية ومخارج الحروف وسلامة اللغة ولهجاتها .
ثانيا: التمرس بالأساليب الأدبية الرفيعة:
لا يتأتى هذا الشرط إلا بالمطالعة الغزيرة الواعية للكتب الأدبية المشهورة , وقراءة الآثار النثرية والشعرية المتميزة بما في ذلك الدواوين الشعرية التي أبدعها شعراء معروفون بموهبتهم وقدراتهم، مع العمل على تذوقها وتمثلها وفهمها . ومن شأن ذلك أن يسهم في تكوين ذائقة لغوية مدربة قادرة على التمييز بين الأساليب , والتمكن من اختيار الألفاظ المناسبة ، وليس من شك في أن القاعدة الأساسية التي تبنى عليها القراءة والمطالعة هي دراسة كتاب الله دراسة عميقة ، ومداومة الاطلاع على تفاسيره المعتمدة ،فالقرآن الكريم هو المصدر والمرجع في فهم اللغة وتذوقها ، واستيعاب الأساليب وتمثلها ،فلغته لغة البيان المعجز ،و منهل الفصاحة والبلاغة والإلمام بآيات الذكر الحكيم يربى الذوق ،ويصقل اللسان ، ويؤسّس ملكة الكتابة ،ويزود الكاتب بمَدَد لا ينقطع من الحجج والأسانيد ،ويأتي الحديث الشريف في المرتبة الثانية بعد القرآن الكريم ، فالرسول الكريم افتخر بفصاحته حيث جاء في الحديث (أنا أفصح العرب بيد أني من قريش , ونشأت في بني سعد بن بكر ).
والحفظ من الضرورات التي لا غنى عنها في ميدان الكتابة والتأليف إذ لا بد منه لإتقان الكتابة ولكن له محاذير ينبغي أن ينتبه إلى خطورتها الكاتب وأهمها:
- الوقوع في أسر التقليد .
- الاغتراف من مخزون الذاكرة .
- والاعتماد عليه في الصياغة والأفكار
وبالتالي فإن ذلك يؤدي إلى ضعف القدرة على الإبداع والابتكار ،والوقوع في حلقة الحصار المحكمة التي تفرضها القوالب التعبيرية المحفوظة .
ثالثا :الإلمام بالثقافة العصرية الجادة :
الثقافة ركن أساسي لا يُستغنى عنه عند الشروع في كتابة أي موضوع، والثقافة في مفهومها العام ليست تحصيل المعلومات واختزانها ، وحشو الأدمغة بها , وإنما هي تَمثّل لهذه المعلومات، واستخلاصٌ لما فيها من أوجه النفع ، الثقافة سلوك ورؤية وموقف ،من هنا كان المتعلم غير المثقف ،فعلاوة على القراءة والاطلاع والتحصيل هناك الخبرة الحياتية التي لا تتأتي إلا لمن عركته الحياة واستفاد من خبرتها ،وقد أسفر الدرس العلمي عن
تصنيف تعريفات متعددة للثقافة :
- التعريف الوصفي: وهو يرى أن الثقافة تشمل المعلومات والمعتقدات والفن والأخلاق والعرف والعادات وجميع القدرات الأخرى التي يستطيع الإنسان أن يكتسبها.
- التعريف التاريخي: تشمل الثقافة الممارسات والمعتقدات المتوارثة اجتماعيا، وهي تحدد جوهر حياة الأمة
- التعريف المعياري: يركز على كون الثقافة أسلوب حياة، والثقافة تمثل القيم المادية والاجتماعية لشعب ما .
- التعريف السيكولوجي: الثقافة عملية تكيف وتوافق وأداة لحل المشكلات وإبراز عنصر التعلم الإنساني من خلال الأنشطة التي يمارسها الإنسان.
أما المنظور الشامل للثقافة فينظر للثقافة على أنها ظاهرة تاريخية تتضمن المنجزات في مجال العلم والفن والأدب والفلسفة والأخلاق والتربية ... إلخ .
رابعا: تكوين قاعدة فكرية خاصة بالموضوع الذي يراد الكتابة فيه :
ويقصد به الاطلاع على المصادر الأساسية للموضوع ومراجعه قبل الشروع بالكتابة ، وذلك لإرساء قاعدة مرجعية ينطلق منها الكاتب ، ولا بد أن يلتزم الأمانة في النقل والإشارة إلى المصادر ، يستحسن أن تصاغ الأفكار المنقولة بأسلوب الكاتب كي تبرز شخصيته الذاتية ؛لأن إعادة الصياغة تضفي على الفكرة رونقًا خاصًا ، وتضيف إليها ظلالًا جديدة .
على سبيل المثال فإنه إذا أردنا الكتابة عن الدروس المستفادة من الهجرة النبوية الشريفة نعود أولًا إلى المصادر والمراجع الأساسية الهامة على النحو التالي :
- الآيات الخاصة بالهجرة النبوية في القرآن الكريم .
- تفسير الآيات في كتب التفسير المعتمدة .
- الاطلاع على كتب السيرة النبوية المعروفة ،مثلا سيرة ابن هشام ،السيرة النبوية ، فقه السيرة وغيرها .
- الاطلاع على كتب المعاصرين حول هذا الموضوع ,مثلا : كتاب عشرة أيام في حياة الرسول لخالد محمد خالد , عبقريات العقاد ( عبقرية محمد , عبقرية الصديق , عبقرية عمر) وغيرها .
- إذا أمكن الاطلاع على بعض القصائد للمشاهير الشعراء , وتلك التي تتغنى بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص .