يعتبر البحث العلمي أحد المعايير التي يقاس بها ازدهار الدول، والطريقة المثلى لحل مشاكلها. حيث اصبح الانسان في أمس الحاجة الى الدراسات والبحوث في شتى مجالات الحياة اشد منها في أي وقت مضى، نظرا لان العلم والعالم في سباق ، من الوصول الى اكبر قدر مكن من المعرفة المستمدة من العلوم التي تكفل الرفاهية للإنسان ، وتضمن له التقدم على غيره ، خاصة وان قوة الدول اخذت تعتمد على مقدار تقدمها العلمي ، وحجم براءات الاختراع العلمي ، بالإضافة الى حجم الانفاق والاستثمار في مجال البحث العلمي ،ويحتل البحث العلمي في الوقت الراهن مكانة مميزة في تقدم النهضة العلمية ، إن البحث العلمي هو محاولة لاكتشاف المعرفة والتنقيب عنها والعمل على تنميتها وفحصها وتدقيقها بتقصي دقيق ونقد عميق ، من اجل عرضها عرضا مكتملا بذكاء وادراك ، لتسير في ركب الحضارة العالمية ، وتسهم فيه اسهاما شاملا ، وهو ما يحتاج اليه الانسان اليوم ، كما ان البحوث القصيرة التي يكتبها الدارس تساهم في تعويده على التنقيب عن الحقائق، واكتشاف آفاق جديدة من المعرفة ، والتعبير عن آرائه بحرية وصراحة ، ولابد ان يمتلك الباحث القدرة والمعرفة والرغبة ، والقدرة اللغوية والعلمية للبحث عن الموضوع المعني بالبحث. إن البحث العلمي في يومنا أصبح جزءا رئيسيا من حياة أية أمة تتطلع الى الرقي والازدهار ، ومع ازدياد الحياة تعقيدا تزداد المسائل التي نواجها صعوبة في ايجاد الحلول لها ، مما يدفع الى التركيز على البحث العلمي ، من خلال كونه طريقة منظمة لاكتشاف حقائق جديدة ، والتثبت من حقائق قديمة ، والعلاقات التي تربط فيما بينها ، او القوانين التي تحكمها .إن التفكير الانساني يقود الى المعرفة ، وهذه المعرفة تمكن الانسان من اتخاذ القرارات ، والتحرك باتجاه حل المشكلات البحثية ، او مواجهة المواقف ، او الحالات الصعبة التي تواجه الانسان ، ويحاول الانسان في العادة ان يستخدم اكثر من وسيلة متاحة لديه ليحصل على المعرفة. والتي أبرز وسائل الحصول عليها وسيلة البحث العلمي الذي سيتم التركيز على أبرز محاوره وخطواته في هذا الفصل.