خصائص الاتصال:

الاتصال نشاط إنساني: ‏ذلك أن الإنسان يتميز بقدرته على توليد واستخدام الرموز ومن ثم استخدام الاتصال لتحقيق أهداف مدروسة ، فالإنسان يخطط ويرسم استراتيجية فيختار ما يقول ويختار كيفية ما يقول ، ‏ويُحسن المعنى ويطوره، ويقلل من قيمته أو يزيد من أهميته وقد ينقل كل المعنى أو جزء منه ، ‏فيخفي ويهول ويصدق ويكذب كل ذلك في سبيل تحقيق ما يريده عن طريق الاتصال

الاتصال حتمي: كما ذكرنا أن الاتصال يعني عملية تبادل المعاني .. أي إن هذا الاتصال لا يقتصر على الكلمات فقط ؛ لأننا نستطيع أن نفهم الآخرين بدون حدوث کلام أحيانا .

فعلى سبيل المثال: لو جلس أحدنا في مجموعة من الناس، ‏وكان منشغلاً مع نفسه فلم يعط المجال لغيره بالحديث معه، فإن الحاضرين سوف يدركون أنه لا يريد الحديث معهم. على الرغم من ذلك، فإن الاتصال حدث لأنه أوحى لهم بعدم رغبته في الحديث.

الاتصال رمزي: كل إنسان يعيش في عالم يختلف عن العالم الذي يعيش فيه غيره من الناس. فنظرة الإنسان إلى نفسه، ونظرته للأشياء والناس، ثم نظرته إلى كيفية نظر الناس إليه تجعله فريداً بخبرته بالبيئة التي يعيش فيها ويتفاعل معها ، هذا الاختلاف في خبرة الناس بالبيئة المحيطة بهم يجعل العالم الذي نعيشه من حولنا عالم رمزياً، هنا يلعب الاتصال دورا كبيرا في نقل معاني الرموز التي يستخدمها الناس في أثناء تفاعلهم مع البيئة .

الاتصال متجدد ومتغير: في كل موقف يحدث فيه اتصال، يعد الاتصال إنتاجاً جديداً وليداً للحظة التي حدث أو سيحدث فيها ، حتى لو حاولنا إعادة أي موقف فإن الإعادة تعد شيئا جديداً

الاتصال يتسم بالتفاعلية: عندما تستخدم كلمة تفاعل في الاتصال، فإنها تشير إلى ما يتضمنه الاتصال من أفعال تؤدي جميعها إلى حدوث الارتباط بين المرسل والمستقبل ومنها: الحوار، المشاركة، رد الفعل .. وإتاحة المجال لكل من المرسل ‏والمستقبل للتعبير أمام الآخر ومع ظهور وسائل اتصال جديدة اتسم الاتصال بالتفاعلية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الجديدة على الأجهزة الذكية في حال تفاعل وتواصل مستمر دون حدود للزمان أو المكان

الاتصال عملية ‏دائرية: اعتاد الناس أن يعطوا المتكلم أو المتحدث أهمية كبيرة في عملية الاتصال، فكلما كان المتكلم بليغاً وقادراً على الحديث، كان الاتصال أقوى , في هذا الإطار كان يوصف الاتصال - في الماضي - بأنه أحادي الاتجاه أي إن الاتصال له اتجاه واحد .. من المرسل إلى المستقبل فقط, ولكن مع تطور البحوث والدراسات، تطورت قدرتنا على استيعاب مفاهيم الاتصال، وتبين أن الاتصال عملية ثنائية الاتجاه، لأن الرسالة لم تعد تعتمد على قدرة المرسل فقط، بل تعتمد أيضا على تجاوب المستقبل ، هذه العوامل تجعل للمستقبل دوراً جديداً ، فعندما يتحدث إليه شخص ما فإن المستقبل لا يكون مستقبلا فقط .. بل مرسلا أيضا؛ فهو يستقبل ويفهم الرسالة، ويفكر أيضا في محتواها، ويتفاعل معها، ويتجاوب مع المرسل, ويوصف الاتصال في هذا الإطار، بأنه دائري الاتجاه من المرسل إلى المستقبل، ومن المستقبل إلى المرسل.