تشير الأخلاقيات  بشكل عام إلى القيم والمعايير الأخلاقية التي يستند لها أفراد المجتمع لغرض التمييز بين ما هو صحيح وما هو خطأ ويبدو أن المجتمعات قد طورت هذه القيم والمعايير لتشكل وعاء حضاريا لها عبر فترات زمنية متعاقبة وفي هذا الإطار يمكن أن تنظر للمجتمعات البدائية ومعاييرها الأخلاقية الصارمة ثم المجتمعات الصناعية ومعاييرها الأخلاقية المتجددة المرنة وأخيراً المجتمع العالمي المعرفي ومعاييره الأخلاقية النسبية التي تستوعب هذا التطور الهائل في مجمل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية . وتتعدد المصادر التي تعتمد عليها الأخلاقيات في نشأتها لأي مجتمع من المجتمعات حيث يعتبر الدين والتاريخ والتقاليد والأعراف والثقافة القومية والوطنية والتكوين القبلي والعائلي وظهور الجماعات المرجعية والقادة وسائل الإعلام وتطورها والخبرة العلمية والعملية على المستوى الفردي او المجتمعي جميعها تشكل مصادر تساهم في تشكيل أخلاقيات الفرد والأعمال في أي مجتمع من المجتمعات. وفي مجتمعاتنا الإسلامية بشكل خاص فإن الإسلام يعتبر الوعاء الحضاري والإنساني الذي يطرح مفاهيم أخلاقية راقية في مختلف مناحي الحياة استمد منها الأفراد والمنظمات قواعد عمل أخلاقية ترسم المنهج الصحيح سواء للفرد او منظمات الاعمال.