مفهوم التعلم:

يعتبرالتعلم من أهم أسباب الخلق والوجود الأنسأن وتطور الجنس البشري، وهو أسلوب حياة، وضرورة مادية للبقاء، وواجب ديني وأخلاقي للفرد. وقد يبدو مفهوم التعلم معروفا ومفهوما للجميع، لكن الحقيقة تظل أن ماهية التعلم وكيفيته تظل مسألة مثيرة للجدل. حيث ظهرت العديد من النظريات التربوية والنفسية الحديثة والتي تسعى إلى تعريف مفهوم التعلم والعمليات السلوكية والذهنية والاجتماعية وغيرها التي تتفاعل مع بعضها البعض أثناء عمليات التعلم. (الزيات 1996، زيتون 2004، محمدأن2011 )

ويرد سؤال هنا عن سبب تعدد الاتجهات بل واختلافها أحينا في ضبط مفهوم التعلم، فلو أفترضنا أن التعلم هو القدرة على كسب المعارف والمهارات المختلفة التي تطور سلوك الفرد وتنظم حياته، فلماذا تتفأوت كل هذه النظريات في تحديد وتعريف التعلم. والجواب هو أن الجميع يتفق على هذه النتيجة التي ذكرناها، لكن الاختلاف كما يبدو في كيفية توصيف عملية التعلم ذاتها؛ هل يتعلم الفرد من خلال وجود عامل مثير ويستجيب للأثارة، أم يتعلم الشيء مجملا ثم يحأول معرفة الأجزء، أم أن التعلم وبناء المعرفة يحصلأن معا ويتكيف الفرد معهما وفقا للمرحلة العمرية للفرد، أم يحصل التعلم من خلال العلاقات الأجتماعية والمهنية التي تربط الفرد بأفراد المجتمع والعائلة والمدرسة وغيرهم. (ناصف، 1983)

ولأن هدف هذا الكتاب ومنهجيته هو مساعدة المتدرب على فهم مفهوم التعلم بشكل مختصر وواضح، بدون التطرق إلى الاختلافات النظرية والفلسفية حول كيفية التعلم، فسوف نذكر فقط أهم المفاهيم التي توضح عملية التعلم وكيفية حدوثها وتأثيرها على الفرد، وهي على النحو التالي: