أنواع الوقت

إذا نظر الفرد في الأنشطة والمهام التي يقوم بها يوميا، سيجد أن بعضها أنشطة حياتية روتينة شخصية قد تبدو غير مهمة من الجانب العملي ولا يمكن الأستفادة من إدارة وقتها لأنها تأتي بحسب الرغبة الشخصية أو الحاجة أو الظروف، وتشمل هذه الأنشطة الاكل والشرب والنوم والزيارات العائلية والأحتفالات والسفر وغيرها. وهناك أنشطة مرتبطة بالجوانب العملية والمهنية للفرد مثل أوقات الدراسة والمذاكرة والعمل والدوام الرسمي وغيرها. وعادة ما تكون هذه الأنشطة مرتبطة بأوقات ثابتة ولها جداول عمل محددة ويتوقع أن ينجز الفرد مهامة وأن يحقق أهدافه في الأوقات المحددة لذلك.

 

كما يمكن النظر إلى الأنشطة اليومية من جهة أخرى وتقسيمها بحسب حدوثها، حيث أن بعض الأنشطة والمهام تأتي اليك بصورة مستعجلة وترى نفسك في موقف أشبة ما يسمى بإدارة أزمة ، مثل أسناد مهمة علمية أو تكليف دراسي في فترة قصيرة، أو عند حدوث مشكلة معينة في حياتك الشخصية أو العملية، ويصبح أستغلالك للوقت الطريق الوحيد لأنجاز هذه المهام. وهناك مهام أخرى هامة لكنها طويلة الأمد وليست عاجلة ويمكنك التخطيط لها مثل الاختبارات. وأنشطة أو أحداث تحصل بشكل غير متوقع، وتعرقل جدولك وتخطيطك المسبق لعمل الأنشطة المهمة أو تزيد صعوبة إدارة الأزمات، مثل الزيارات المفاجأة للأقارب أو المرض أو أنقطاع الأنترنت أو غيرها. كما لا تخلو حياة الفرد من الأنشطة الهامشية البسيطة المتكررة الحدوث ، وهذه وأن كانت الأسهل والأقل جهدا، إلا أنها قد تأخذ معظم وقت الفرد وتشتت أفكاره وتركيزه وتصبح عائقا أساسيا لعمل الأنشطة الأكثر أهمية، وتشمل هذه الأنشطة  الهامشية الاتصالات والرسائل والتنبيهات المصاحبة لها على وسائل التواصل الأجتماعي، والأحاديث الجأنبية للزملاء في المدرسة أو العمل، وغيرها.

كما يمكن تقسيم الوقت أيضا على حسب مراحل أنجاز العمل أو المهمة، فهناك وقت التخطيط والتفكير والأبداع ويأتي قبل البدء في أي مهمة، وتعتبر قدرة الفرد على التخطيط السليم والتفكير الواضح من أهم عوامل نجاح أدارة الوقت في هذه المرحلة. ثم يأتي بعدها وقت التحضير والاستعداد وجمع المعلومات وتجهيز المعدات وتجيهز المدخلات الأساسية للعمل. ثم يأتي وقت العمل والأنتاج ويعتمد النجاح في إدارة وقت هذه المرحلة على نجاح وسلامة المرحلتين السابقتين. ويجب على الفرد موازنة الوقت الذي يخصصه في التفكيروالتخطيط والاستعداد مع الوقت الذي يحتاجه للأنتاج، فعلى سبيل المثال عندما يستلم المتدرب ورقة الأسئلة وقبل البدء في حل الأسئلة، يقوم المتدرب في قراءة الأسئلة والتفكير فيها، والتخطيط لحلها وترتيب خطوات الحل والأسئلة التي يبدء فيها. لكن إهدار الكثير من الوقت والتفكير والتخطيط قد يؤثر على وقت الأنتاج وهو وقت حل الأسئلة(عبوي 2006)

لكن هذا التقسيم البسيط للأنشطة الحياتية والعملية لا يساعد في فهم الأدارة الحقيقة للوقت والأهمية البالغة لبعض هذه الأنشطة والتي وأن ظهرت بسيطة وغير هامة قد تضاعف قدراتنا الأنتاجية وإستغلالنا الأمثل للوقت. فعلى سبيل المثال، تعتبر إدارة الوقت الجيدة للنوم والأكل والسفر، وإستقطاع أوقات الرياضة والتمارين، والزيارات العائلية والأجتماعية من أهم مهارات إدارة الوقت. فلا تنحصر إدارة الوقت فقط في تنظيم أوقات العمل أو الدراسة، أو التخطيط والاستعداد للاختبارات أو أنجاز المهام المحددة في فترة الدوام الرسمي.

لذلك ينبغي أن نعي أن إدارة الوقت ليست فقط في الأستفادة القصوى من كل فترة زمنية تم تحديدها لتحقيق هدف معين، وأنما أيضا إدارة الأنشطة الحياتية وتنويعها والحفاظ على التوازن النفسي والأجتماعي والعقلي الذي يحقق السعادة وراحة البال والهدوء والتركيز للأستفادة لاحقا من أوقات عمل المهام العملية والمهنية وزيادة الفاعلية والإتقأن والتميز فيها. ولذك تصبح الأنشطة الحياتية مثل النوم مبكرا أو تنأول أفطار صحي وجيد مبكرا سببا رئيسيا في تحسين أدائك أثناء عمل الأنشطة الاخرى في نهار اليوم سواء كأنت حضور المحاضرة أو الاستعداد للأختبار أو أنجاز مهامك المهنية في وقت الدوام الرسمي. وإلا ستعاني من الأرهاق والجوع طول اليوم، وستظطر إلى إستقطاع جزء من وقت العمل للأكل أو أخذ أستراحات، كما أن ذهنك المضطرب وقدراتك العقلية ستكون في أدنى مستوى من حيث الأداء ، وما كأن يمكنك فعله في ساعة سيأخذ منك ساعات لعمله.