أسس القراءة الفاعلة

يتفق العديد من علماء النفس وعلماء التربية على أن القراءة الفاعلة لابد أن تقوم على مجموعة من الأسس السليمة والصحيحة التي تمكن القارئ من الوصول إلى اعلى دراجات الأستيعاب والفهم للنص كما تطور المهارات العقلية والفنية والأبداعية للقارئ. ولعل من أهم هذه الأسس مايلي:

1- الاستعداد للقراءة:

ويقصد به الجاهزية التامة لقراءة النص بحسب ماتقتضيه صعوبة النص ونوع القراءة والهدف المنشود من قراءة النص. وتنقسم الاستعدادية إلى التالي:

2- الاستعداد العقلي: حيث تتطلب القراءة العديد من المهارات العقلية مثل الإدراك والتذكر والإستيعاب والحفظ والمقارنة والتحليل وغيرها. ولا يمكن البدء في القراءة دون الاستعداد لها والتركيز في معانيها. كما أن التشتت الذهني للقارئ يضعف الفهم والأدراك ولا يساعد على الحفظ. ويأتي تطوير المهارات العقلية كأحد الطرق الهامة في تطوير مهارات القراءة وزيادة فاعليتها

3- الاستعداد الجسمي: ولأن القراءة تتطلب العديد من المهارات الحسية أيضا فيجب الاستعداد الجسمي للقراءة بما يظمن القدرة على رؤية النص والراحة الجسدية أثناء القراءة وغيرها. وهنا يأتي أختيار مكأن القراءة والأضاءة المناسبة والهدوء وغيرها من العوامل التي تساعد على الأستفادة والمتعة من القراءة

4- الاستعداد العاطفي: كلما زاد أهتمام القارئ بالقراءة وزادت رغبته في فك الرموز اللغوية وفهم المعاني تطورت مهارات القراءة لديه. كما أن أختيار النص المحبب يزيد من شغف القراءة. ولذلك ينصح علماء التربية وعلماء النفس تخصيص أوقات مستمرة للقراءة للمتعة.

5- الاستعداد المهاري: والقدراتي تتطور مهارات القراءة كلما تطورت المهارات المصاحبة لعملية القراءة لدى القارئ، حيث تؤثر مهارات سرعة القراءة وسرعة الفهم وكمية المعلومات السابقة والقدرة على التذكر ومهارات التحليل والنقد وغيرها على مهارات القراءة. وهنا يجب تطوير كل هذه المهارات والتدرب عليها من خلال تنوع القراءات وممارسة أساليب القراءة المختلفة لكي تتطور مهارات القراءة لدى الفرد وتزيد فاعلية القراءة.

كما تعتمد فاعلية القراءة ونجاحها على العديد من العوامل والأساليب اللوجسستية  والمحفزات الخارجية والثقافة العامة للمجتمع والأسرة وغيرها من العوامل التي تزيد من قدرات القارئ وتوسع مجالات الفائدة ومنها:

·     الأهتمام والملاحظة: حيث ثبت علميا أن الطلاب الذين ينشؤون في مجتمعات وأسر تحب القراءة وتتوفر فيها المصادر وتمارس فيها القراءة يتعودون على القراءة من عمر مبكر ويمارسونها وتتطور مهاراتهم وأذواقهم أكثر من غيرهم.

·     الدافعية: يمثل التحفيز أحد أهم العوامل المساعدة في تطور مهارات القراءة. ويأتي التحفيز من عدة مصادر وتشمل التشجيع الدائم من الأسرة والمجتمع، شركاء القراءة ومتعة المشاركة والنقاش بعد أنهاء القراءة، الحوافز النفسية للفرد عند قراءة الكتب والمجلات التي تثير أهتمامه أو تشبع فضوله العلمي والادبي وغيرها.

·     تحديد الهدف: وهنا يمكن التأكيد على أن القراءة التي توصل القارئ إلى هدف معين أو ترتبط بأهداف هامة اخرى للقارئ تحصل على قدر أكبر من أهتمام القارئ وتركيزه. فعلى سبيل المثال تكون قراءة المادة العلمية أسهل أذا عرف المتدرب أن قراءة النص ستمكنه من الوصول لهدف معين أو تحقيق رغبة معينة. كما تشتد رغبة القارئ في القراءة والتركيز إذا كان الكتاب أو الموضوع مرتبط بتجارب شخصية أو قضايا مجتمعية تهم القارئ.

·     التخطيط والتنظيم: يستحسن أن يضع المتدرب وقت مخصص للقراءة، وينظم أولويات المصادر التي يريد قراءتها، وأختيار الأوقات التي يكون فيها مستعدا للقراءة ، وتحديد مايجب قراءته وما يقراء للمتعة وغيرها.  كما يتم عمل قوائم بأسماء الكتب التي ينوي قرائتها وإستغلال العطل الرسمية والإجازات لقراءتها.

·     التنوع في القراءات: يجب على الفرد أن يفكر في مهارة القراءة على أنها مهارة حياتية دائمة، وليست مرتبطة بالمسيرة الدراسية أو المجال المهني فقط. لذلك يحاول الفرد أن يستمر في القراءة بشكل دائم وينوع المصادر. حيث تزداد متعة القراءة وتتطور المهارات من خلال قراة نصوص مختلفة في مجالات علمية وأدبية متعددة.

·     القراءة للمتعة: تظل القراءة للمتعة من أهم أنواع القرءة وأفضل الأساليب لتطوير مهاراتها، وذلك لما تدخله على النفس من أرتياح ولذة عند القراءة، ومتعة أنتقاء النصوص، والتذوق الأدبي والأبداعي للنص، وتنمية الخيال، والراحة المصاحبة لعملية القراءة.(رشدي 2006)