التعليم النقدي:
تغير مفهوم التعليم وأهدافه من تعديل سلوك الفرد، إلى خلق المعرفة الجماعية، التي تبنى بمشاركة الجميع في داخل المؤسسة التعليمية وخارجها. ويتم بناء المعرفة من خلال التواصل والمشاركة في البحث العلمي والتفكير النقدي بين جميع المهتمين والمتخصصين في مجال معين، ودراسة المشاكل والقضايا المجتمعية، وتسخير العلم النظري إلى تجارب ودراسات واقعية تعود بفائدتها على الفرد والمجتمع. وهذا لا يعني تجاهل الدور السلوكي للتعليم، أو أنكار العمليات الذهنية والعقلية للأفراد، وأنما يوسع هذه العمليات ويدعم أنتشارها وتوسعها. حيث توضح الدراسات الحديثة في مجالات التعليم أن نجاح التعليم يتطلب بناء مجتمع المعرفة أولًا، وهو المجتمع المثالي للتعلم والتعليم، حيث يتم بناء المعرفة بتعاون ومشاركة الجميع، ثم يتم نشرها بين جميع فئات المجتمع وأخيرا ربطها بالواقع العملي المحيط وربطها بمقومات التنمية وتحسين مستوى معيشة الفرد. (McLaren, Giroux 2014 )
ويعرف التعليم النقدي المعرفة الحقيقية بأنها تنتج عن تفاعل اجتماعي ديناميكي بين الأفراد ومجتمعاتهم في مساحات واسعة وطليقة، تعطيهم حرية التفكير والقدرة على المشاركة في البناء المعرفي. ومن هنا تصبح المعرفة والعملية التعليمية كأي نشاط اجتماعي تشاركي بين الأفراد بينهم البين. وتبعًا لذلك، ينتقل التركيز من العلم بالشيءإلى القدرة التحليلية لمناقشته ومشاركته وتدأوله بين الأفراد وتطبيقه في واقع المجتمع(McLaren, Giroux 2014 )
يصبح التعليم مسئولية فردية على المتعلم نفسه، والذي بدوره يحصل على المعرفة، من خلال التفاعل والتَّشارُكِ مع أقرأنه ممَّن يشاركونه نفس الاهتمام بالموضوع. ويتقلَّص دور المدرب إلى منسق ومنظم ومرشد للعملية التعليمية، ويترك المجال للطالب للوصول إلى نتائج وحلول للقضايا التي يتم مناقشتها والتي تهم مجتمع المتدرب