يهدف علم النفس الصناعي إلى تطبيق الحقائق والمبادئ النفسية على المشكلات المترتبة على علاقات العامل بالعمل، باستخدام الوسائل والمقاييس العلمية، ولذا فإنه يشتمل على ثلاثة مراحل أساسية، وهي: التوجيه المهني، والاختيار المهني، والتدريب المهني.

أولاً: أهداف التوجيه المهني:

تعريف التوجيه المهني:

يقصد به مساعدة الفرد على أن يختار بنفسه وتحت مسئوليته مهنه تتناسب مع استعداداته وقدراته، وميوله على نحو يكفل له النجاح في مهنته ، والرضا عن هذه المهنة ، وعن ذاته وتحقيق المنفعة لذاته ، وللمجتمع في وقت واحد .

ويُعرف "فرج" التوجيه المهني على أنه " تلك العملية التي يتم اختيار أنسب عمل لفرد معين"، ويضيف أنه من بين تلك الأعمال توجد أعمال أكثر مناسبة له بحيث نتوقع فيها نجاحًا أكثر، بينما توجد أعمال أقل مناسبة له بحيث نتوقع له فيها فشلاً أكثر. ومن ثم تكون مهمة التوجيه المهني هي معرفة أنسب الأعمال له وتوجيهه إليها ونصحه بالعمل فيها.

أهداف التوجيه المهني: تتخلص أهم اهداف التوجيه المهني في:

مساعدة الفرد على المعرفة بخصائص مجموعه معينه من المهنة ووظائفها وواجباتها، وهي مجموعه المهن التي يتحمل أن يختار واحده من بينها.

مساعدة الفرد على اتخاذ القرار بشأن اختيار المهنة، على أساس من تحقيق الرضا عن الذات من خلال المهنة التي سيشغلها، ومدي اشباع حاجاته النفسية وتنمية قدراته المختلفة عن طريق العمل بهذه المهنة.

مساعدة الفرد على معرفه القدرات العامة والخاص، والاستعدادات والمهارات والمؤهلات التي تتطلبها مهنة معينة من المهن التي يحتمل أن يختار من بينها، والشروط المختلفة المهيئة والمساعدة على الالتحاق بهذه المهنة.

مساعدة الفرد على اكتساب الاسلوب والطريقة الملائمة لتحليل البيانات المهنية، وعلى تنمية مهاراته في تسجيل تلك البيانات، واتخاذ القرار باختيار المهنة الملائمة على أساس منها.

مساعدة الفرد على أن يتقبل الدور الذي يقوم به في عالم العمل، والوظائف المختلفة، شريطة أن يكون هذا الدور متفقا مع قدراته وامكانياته المختلفة.

مساعدة الفرد على أن يكون صورة متكاملة لذاته، خالية من التعارض أو الصراع، وتتلاءم مع استعدادات الفرد، ودوافعه، وميوله، وقيمه، وظروفه الاجتماعية.

مساعدة الفرد على الالمام بالأساس الهامة للتوجيه المهني، وهي:

- القدرات والاستعدادات الازمه للعمل المطلوب.

- الرضا الشخصي عن المهنة أو العمل.

- الخدمة التي يستطيع الفرد أن يقدمها لمجتمعه من خلال هذا العمل.

أهمية التوجيه المهني:

إذا تيسر لنا أن نحقق الاهداف السابقة المرجوة من التوجيه المهني، فيمكن أن نحقق التوافق الشخصي والاجتماعي للعاملين في كافة مجالات الأعمال، فالفرد إذا كان ناجحًا في عمله محبا له، انعكس ذلك على شخصيته، فحقق لها السعادة والشعور بالثقة والكفاية، وستظهر آثار هذا الاستقرار في انتمائه لمجتمعه، وسعادته داخل اسرته، وحرصه على التفاني في العمل. 

ومن خلال التوجيه المهني السليم يتحقق الاستقرار الاجتماعي داخل مؤسسات العمل، فلا يفكر العاملون في التمرد أو التظاهر، ويؤدي كل منهم دوره عن رضا واقتناع. 

والواقع أن مهمة التوجيه المهني لا تتوقف عند مساعدة الفرد على اختيار مهنة له تناسب قدراته واستعداداته، بل تتجاوز ذلك إلى نصيحته بالابتعاد عن مزاولة مهنه مهنية، قد تعود عليه بالضرر وعلى مجتمعه أيضا.

وتتضح فائدة التوجيه المهني في أن الفرد الذي يوضع في وظيفة مناسبة، تزداد كفايته الانتاجية ويتفوق في عمله، ويتحقق له الرضا النفسي، فلا يشعر بالنقص أو بالفشل أو الاحباط، بل تزداد ثقته بنفسه، وترتفع روحه المعنوية وفي ذلك منفعة له جسميا، ونفسيا، ومنفعة لأسرته ولوطنه.