العلاقة بين درجة الذكاء والمهنة:
أجرى علماء النفس اختبارات جماعية للأشخاص في مجموعات اجتماعية مختلفة، وحصلوا على نتائج متوقعة، وهي: متوسط معدل الذكاء بين العمال غير المهرة هو 87، في حين يبلغ معدل ذكاء العمال الريفيين والعاملين من ذوي المؤهلات المتوسطة 92، أما الموظفون الكتابيون ومندوبو المبيعات والعمال المهرة وموظفو الذكاء فقد حصلوا على 101 نقطة، بينما المدراء والمسؤولين يسجلون 104 نقطة.
الذكاء، والمهنة، والتخصص:
هناك علاقة متبادلة بين المهنة، والتخصص، والذكاء. فالمهنة تتطلب نوع معين مـن القدرات، وتختلف مهنة عن أخرى في هذه المتطلبات، كما أن المهنة من جانب آخر تُنمي قدرات معينة. وبعض الدراسات توصلت إلى وجود علاقة بين مهنة وتخصص الأب وذكاء الأبناء، والذين ذهبوا إلى تعدد أنواع الذكاء وجدوا أن المهن والتخصصات التي لها علاقة بالتعامل مع الناس تحتاج إلى ذكاء اجتماعي وان الناس الناجحين اجتماعياً قد لا يكونوا ناجحين دراسيًا.
المهنة ونسبة الذكاء:
لاختبارات القدرة العقلية العامة دلالة في التوجيه المهني والنجاح الاكاديمي، فاختيار الفرد لعمل والبقاء فيه سواء كان مهنة عملاً ماهرًا، عملاً غير ماهر يتصل اتصالا وثيقًا بقدرته العامة، وهناك أدلة على ذلك، من بينها دراسة للمتقدمين التدريب في الطيران الأمريكي عام 1943، وقد طبق عليهم اختبار لقياس الذكاء، ثم سئل عشرة آلاف منهم بعد عشر سنوات من تركهم للخدمة لتحديد المهن التي استقروا بها، ثم قورنت درجاتهم في الاختبار عام 1943 في الجماعات المهنية المختلفة وكانت المتوسطات للجماعات المهنية الكبرى كما يلي:
أعلى مستوى: المهندسون، والأطباء، والعلماء.
المستوى الثاني: المحاسبون وأطباء الأسنان، ومديرو الأعمال والمحامون.
المستوى الثالث: (نسب ذكاء 95 - ۱۰5) نجارون، أعمال كتابية، فلاحون، تجار جملة المستوى الرابع: سائقو الحافلة وسيارات نقل البضائع والميكانيكيون والعمال علی الآلات.
ومتوسطات الجماعات لأكتشف لنا عن الحقيقة كلها بل عن جزء منها، إذ نجد اختلافات كبيرة داخل كل جماعة، فمثلا كان ذكاء ربع المحاسبين أو أكثر من أعلى المستويات، ووجد أن ربعًا آخر بلغت نسبة ذكائهم أقل من ۱۰۹، وتدل الفروق الفردية الكبيرة في المهنة على أن نسبة الذكاء لا تحدد وحدها مكانة الفرد.