نظريات الذكاء :-

لقد أختلف علماء النفس في تفسير الذكاء واتخذوا اساليب متنوعة في فهم طبيعة الذكاء ومكوناته، فمنهم من كان يرى الذكاء قدرة عقلية واحدة لا تتجزَّأ والبعض الأخر كان يرى العكس، أي: أن الذكاء يتكون من مجموعة من قدرات عقلية المترابطة مع بعضها . 

فقد تزعم (آرثر جنسين ورفاقه) مدرسة استخدام الاختبارات من اجل قياس الذكاء الإنساني وان الذكاء قدرة عامة. في حين رد عليه هوارد جاردنر ورفاقه بأن الذكاء متعدد وليس احاديا ورفضوا فكرة العامل العام التي يتزعمها جنسين ورفاقه". وبناء على ذلك جاءت نظريات متعددة في شرح ماهية الذكاء ومكوناته وهذه النظريات هي:

نظرية سبيرمان Speraman Theory:- 

يمكن اعتبار اول محاولة عملية علمية لوصف العناصر التي تشترك فيها اختبارات الذكاء استناداً الى درجات احصائية (التحليل العملي) هي محاولة شارلز سبيرمان الرائد الاول لتطبيق هذا المنهج النظري.وقد نشر في عام 1924 اول تحليل إحصائي للذكاء. ثم نقحه ونشره في كتابه (قدرات الإنسان) عام 1924 الذي أعلن فيه نظرية العاملين. 

وهي أول نظرية طُورت على أسس التحليل الاحصائي لدرجات الاختبارات وبنيت في شكلها الاساسي على ان النشاطات الفكرية جميعها تشترك في عامل وحيد مشترك يسمى العامل العام (General Factor) يختص كل منها بنشاط فكري وحيد ، وينتسب كل ارتباط ايجابي بين أي مهمتين إلى العامل العام وكلما زاد تشبع المهمتين بالعامل ( G ) ازدادت درجة الارتباط بينهما ، وادى وجود  العوامل الخاص إلى تقليل الارتباط بينهما ، وعلى الرغم من وجود نوعين من العوامل المفترضة " العامة والخاصة " في هذه النظرية ، أن العامل العام هو الذي يعتمد عليه في الارتباط وهذا ما أظهر خصوصية هذه النظرية . 

ويرى سبيرمان (Sperman) " أن هدف القياس العقلي هو قياس مقدار العامل العام في المفحوص، لأنه ما دام العامل العام يوجد في جميع قدرات الانسان فأنه يصبح الاساس الوحيد للتنبؤ بأدائه من موقف إلى اخر لذلك يقترح ان تكون الاختبارات مشبعة تشبعا عاليا بالعامل العام ومن ثم فان الحصول على اختبارات تقيس القدرات العقلية يعني الحصول في النهاية على مقياس نقي بالعامل العام. 

وأن العامل الخاص لا يتجاوز نطاق الظاهرة التي يقيسها الاختبار، ولذلك فهو يختلف نوعاً وكما من ظاهرة إلى أخرى ومن اختبار إلى أخر أن لهذا العامل أساس فطري وهو قابل لنموه بالبيئة من خلال التعلم والتدريب، أن العوامل الخاصة عديدة ومتنوعة ويتخصص كل واحد منها في مظهر واحد من مظاهر النشاط العقلي. 

لقد أوضح سبيرمان وجهة نظره بصورة مختصرة من خلال عدّه أن جميع نواحي النشاط العقلي تشترك في وظيفة اساسية أو مجموعة من الوظائف في حين أن العناصر الأخرى الخاصة تختلف تمام الاختلاف في كل عملية عقلية عنها في غيرها من العمليات. 

نظرية ثورندايك: E.L.Thorindile:- 

وهي نظرية ذرية تجزيئية يتكون الذكاء فيها من العناصر أو العوامل المنفصلة فكل أداء عقلي عبارة عن عنصر منفصل ومستقل إلى حد ما عن بقية العناصر الاخرى غير أنه يشترك مع كثير من العناصر في بعض المظاهر وبالنسبة اليه فالارتباط بين الأداء في مختلف الاعمال العقلية لا يفسر على اساس أي صفة عامة للعقل ولكنه وظيفة عدد من العناصر العامة المتضمنة في تلك الأعمال ولذلك من الضروري نبذ مفهوم الذكاء العام بالجملة واستبداله بصور نوعية للذكاء.

وتسمى هذه النظرية بنظرية العوامل المتعددة للذكاء، كما يدل عليها اسمها وواضعها (ثورندايك)؛ الذي يعد أن الذكاء يتكون من عدد كبير من العناصر أو العوامل المنفصلة. " وكل عامل منها عبارة عن عنصر دقيق يدل على قدرة من القدرات. وتبعا لهذه النظرية، فأن أي عملية عقلية تتضمن، عادةً، عدداً من هذه العناصر الدقيقة التي تعمل معاً، كما يمكن لأي عملية أخرى أن تتضمن مجموعة من هذه العناصر، فإذا ما كان هناك معامل ارتباط معنوي بين العمليتين عزا هذا إلى وجود عناصر مشتركة بين العمليتين.

وكانت آراء ثورندايك تتطور بتطور الزمن. وقد أكد وجود ثلاثة أنواع من الذكاء وهي: 

1- الذكاء الميكانيكي: وهو القدرة على معالجة الأشياء والموضوعات المادية ويتجلى في المهارات اليدوية والحسية والحركية. 

2- الذكاء المجرد: وهو القدرة على فهم الافكار والمعاني والرموز ومعالجتها.

3- الذكاء الاجتماعي: هو القدرة على فهم الآخرين والتفاعل معهم.