اختبارات الاستعدادات الخاصة والتوجيه التعليمي والمهني:
يمكن القول أن كل تلميذ يحصل على درجة معيارية أعلى من: ( نسبة ذكاء ۱۱۹) يجب أن يفكر جديًا في الالتحاق بالجامعة ، وأي تلميذ يحصل على درجة أقل من50 (نسبة ذكاء ۱۰۰ )، ينبغي ألاّ يخطط دراسته على أساس الالتحاق بكلية مدة الدراسة بها أربع سنوات، إلا إذا كان الموجه النفسي لديه من الأدلة ما يعزز القول بان درجته منخفضة بسبب عيوب معينة يمكن التخلص منها ببعض المساعدة والعلاج، وهذه القاعدة العامة ليست مضبوطة لأنها تترك الحالات التي تقع بين الفئتين أي في المدي 50-60، والقرارات النهائية فيما يتصل بهؤلاء ينبغي أن تعتمد على كثير من الحقائق إلى جانب الدرجة التي حصل عليها التلميذ في الاختبار، وأن تعليمهم يمكن ان يستمر بطرق أخرى غير الدراسة بالكلية، ومن المهم أن نعتمد في حكمنا على مواصلة الطالب التعليم على معرفتنا بقدرته العامة؛ وذلك لأن التعليم يعتمد على الاستدلال المجرد واللفظي وعند اتخاذ قرار بصدد ما يتخصص فيه، في تعليمه وعمله فإننا نحتاج إلى معرفة مواصفات قدراته.
وتستعمل مصطلحات التحصيل والقدرة والاستعداد ترادفيًا، ولكن هناك فروق بينها في المعني، فالتحصيل ينظر الي الماضي، ويشير إلى ما أنجزه الشخص، وتهتم القدرة بالحاضر، وتدل علی مهارات الفرد وعاداته وقوته التي تمكنه من القيام بشيء ما، أما الاستعداد فإنه ينظر إلى المستقبل على أساس العادات والمهارات والقدرات التي لدى الفرد الآن، ويتنبأ بما سوف يصير إليه هذا الشخص بالتمرين، وبما سوف يصادفه من نجاح في مهنة او وظيفة معينة.
ويبين فحص " اختبارات الاستعداد " بوضوح أن كثيرًا منها ليس اختبارات للاستعداد كما عرفه معظم علماء النفس. فمعظمها يختبر وجود القدرات فقط، وليس الاستعداد لاكتساب القدرة أو مختلف العوامل الانفعالية التي تعتبر هامة للنجاح في العمل، ومن العسير جدًا التوصل إلى نتيجة قاطعة بخصوص دقة التنبؤ الذي يتم على أساس تلك الاختبارات، ولعل بعض أسباب ذلك يمكن عرضها كما يأتي:
أ) معظم الاختبارات لا تقيس جميع العوامل الهامة للنجاح، ولا تدخل في اعتبارها العلاقة بين من العوامل.
ب) يختلف الذين يقومون بوضع الاختبارات في المحكات المستخدمة للنجاح في العمل، فبعضهم يهتم بالقدرة على القيام بالعمل، بينما يهتم غيرهم بمعدل سرعه الانتاج، ويؤكد آخرون مختلف العوامل الأخرى مثل الميول والشخصية والمجهود.
ج) لا تراعي كثير من الاختبارات تحديد مدى أهمية العوامل المختبرة في العمل، بحيث تعكس العمل الأصلي ومتطلباته على نحو متوازن وعادل.
د) تعتبر القياسات الإحصائية المستعملة للتعبير عن دقة التنبؤ مُرضية بالنسبة للجماعات، في حين أنها غير مرضية تمامًا عندما تطبق على الأفراد.
واختبارات الاستعداد التي قد تكون صادقة بالنسبة للعاملين في إحدى المهن، وقد لا تكون صالحة للتوجيه المهني للطلاب، فالاستعدادات الخاصة بالعمل لا يمكن تحديدها بدقة على أساس النجاح أو الاستعداد للنجاح في برنامج تدريبی.
ويجب أن تستخدم اختبارات الاستعداد في مرحلة الدراسة الثانوية، لتوجيه الطلاب وإرشادهم لاختيار الكلية التي يلتحقون بها، والمهنة التي يصلحون لها، وهذه الاختبارات مفيدة لتحديد نواحي القوة والضعف لدى الطلاب ومساعدتهم على اختيار شعب التخصص التي يلتقون بها في المدرسة الثانوية.
ومن عيوب اختبارات الاستعداد ما يلي:
-أن البيئة المادية والاجتماعية والانفعالية عند إجراء الاختبار، تختلف في الغالب عن بيئة العمل أو الكلية. فالجو العام في الكلية أو العمل غالبا ما يتضمن عناصر مختلفة، تؤدي إلى إنقاص القيمة التنبؤية للاختبار، وتُخفق التنبؤات الخاصة بالنجاح في الكلية المبنية على هذه الاختبارات.
-إن اختبارات الاستعداد عندما تُستخدم للالتحاق بالجامعة، تكون مفيدة بوجه خاص عندما تتناول جماعات من الطلاب، بينما تكون عديمة الجدوى إذا تناولت أفرادا.
-اختبار الاستعداد يزيد من احتمال صحة التنبؤ، ولا يتيح التنبؤ المؤكد بالنسبة للأشخاص كأفراد.
ولقد توصلت إحدى اللجان الخاصة بتحسين أساليب الاختيار في الدراسات الاجتماعية إلى تحديد خمس استعدادات هامة جديرة بالقياس هي:
- القدرة على استرجاع الحقائق والمصطلحات الأساسية.
- القدرة على إدراك العلاقات بين الحقائق أو المفاهيم.
- القدرة على استخلاص استنتاجات عندما يزود الشخص بالمعلومات الحقيقية.
-القدرة على القيام بالاستدلال عندما يلزم تطبيق معلومات الطالب والبيانات التي لديه على المسائل الموجودة في الاختبار.
-القدرة على التعبير عن الفهم والمعلومات في اللغة واضحة سليمة.
وخلاصة القول ينبغي على المدارس أن تتبنى برامج التوجيه في مرحلة الدراسة المتوسطة والثانوية لمساعدة التلاميذ الذين يعانون صعوبات تعليمية ومهنية، وأن تيسر لتلاميذها بيانات كافية من مختلف المهن، كما يجب أن تقوم بتطبيق الاختيارات النفسية المقننة الخاصة بقياس القدرات والتحصيل والميول لتُعين الطالب على أن يفهم إمكانياته إذا قورن بغيره من الطلاب.
كما أن المناقشات الجماعية أو الفردية التي يمكن أن يقوم بها أخصائي التوجيه مع الطلاب تساعدهم على فهم ما تعنيه الفروق الفردية في القدرات والميول بالنسبة للمهن المختلفة. ويجب أن نسلم بأن كل تلميذ يحتاج إلى توجيه تعليمي ومهني، وأن مثل ذلك التوجيه لا يكون فعالاُ مثمرًا إذا أُملى على التلميذ، لأنه يتطلب مساهمة نشطة إيجابية من جانبه، ويقتضي أيضا وجود اخصائي مُلم بالبيانات الخاصة بمختلف المهن، والميول، والاستعدادات الشخصية، ذي بصيرة بدوافع الإنسان، وقادر على مساعدة الفرد علي أن يفهم ذاته.