قد يكون من الصعب تحديد تعريف دقيق للوقت، فبالرغم من أن مفهوم الوقت معروف للجميع، إلاّ أنّه يمكن من خلال تأمل سير الحياة، ومطالعة أحداث التاريخ ملاحظة أن الوقت يتميز بجملة من الخصائص يمكن إيضاحها، فهو يسير إلى الأمام بشكل متتابع، ويتحرك بموجب نظام معين محكم، ولا يمكن إيقافه أو تغييره أو إلغائه أو زيادته أو إعادة تنظيمه.
وبهذا يكون الوقت أحد أثمن الموارد التي يملكها الإنسان، وترجع نفاسته إلى أنه وعاء للعمل والإنتاج، وبالرغم من تلك الأهمية الكبيرة للوقت، إلاّ أنّه من أكثر الموارد هدرا، وأقلها استثمارًا سواء من الأفراد أو المنظمات، لذا فالعمل على الانتفاع به وإدارته واستثماره جيدًا، يُعد مطلبًا أساسيًا ومُلحًا من أجل الفرد والجماعة.
وعلى ذلك يُمكن تعريف الوقت على أنه "العلاقة المنطقية لارتباط نشاط أو حدث معين بنشط أو حدث معين آخر، ويُعبر عنه بصيغة الماضي أو الحاضر أو المستقبل".
كما يُمكن تعريفه على أنه " المادة التي صنعت منها الحياة، وهو مورد فريد متاح للجميع بالتساوي بغض النظر عن أي صفات أخرى".
أهمية الوقت:
جاء ديننا الحنيف ليُعرفنا على أهمية الوقت، حيث ويذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم موقفين للإنسان، يندم فيهما أشد الندم على ضياع الوقت، حيث لا ينفع الندم،
الموقف الأول: ساعة الاحتضار، وفيه يقول الكافر كما أخبر القرآن الكريم: " حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ". المؤمنون 99-100،
الموقف الثاني: في الآخرة، يقول تعالى: " وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ ٱلنَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ" يونس: 45 .
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية الوقت في حياة الإنسان المسلم، حيث قال في الحديث الذي رواه الترمذي: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع " وذكر منها "عن عمره فيما أفناه ...".