الوقت يعني العمر، والوقت هو أهم مورد لدى الإنسان، والاستفادة منه بشكل جيد، تجعل الحياة أكثر إنتاجًا وفعالية، والمهم من ذلك كله هو أننا سنحاسب عليه يوم القيامة" وعمره فيما أفناه"، وخاصة فترة الشباب. والوقت مورد محدود، وهو أغلى ما يملك الإنسان، ويمضي سريعًا ولا يمكن تعويضه، واستغلاله الجيد يزيد من قيمته.
والوقت يمضي نحو الأمام بدون تأخير، أو تقديم، ودون توقف، أو تراکم، دون إلغاء أو تبديل أو إحلال. فهو المادة التي صنعت منها الحياة، ومورد فريد متاح للجميع بالتساوي بغض النظر عن أي صفات أخرى.
أما في مجال الإدارة، فالوقت يعتبر أهم مورد من مواردها، فهو يؤثر بطريقة أو بأخرى بصفة مباشرة ببقية الموارد التي تستخدمها المنظمة، فهو يعد بمثابة رأس المال الحقيقي للإنسان، باختلاف وجهات النظر إلى مفهومه وقيمته وأهميته من فرد لآخر ومن منظمة الأخرى،
أولاً: مفهوم التخطيط:
التخطيط عبارة عن عملية تَهتمُّ بإعداد الخُطط الخاصّة بشيءٍ معين، ويُعرَّف التخطيط بأنّه "صياغة فَرضيّاتٍ حول وضعٍ مُعيّن، ويعتمد على استخدام تفكير دقيق؛ بهدف اتخاذ القرار المُناسب حول تطبيق سلوكٍ ما في المستقبل".
كما يُعرف التخطيط بأنه "نَشاطٌ يُطبّقه كافة الأفراد في أغلب الشؤون العامة، ويَعتمدُ على إعداد خُطّةٍ ذهنيّة قبل تحويلها إلى خُطة حقيقيّة؛ أي الحِرص على التفكير قبل المُباشرة بالعمل".
أهميّة التخطيط
تُعتبر وظيفة التخطيط من الوظائف المُهّمة في الإدارة؛ لتحقيق أهميّة مرتبطة بها، وهي:
• السعي إلى تقليل مُعدّل المخاطرة.
• الاستِفادة من المَوارد المُتاحة بأفضل الطُرق.
• الوصولُ إلى التكامل بين المَراحل الخاصّة بالتنسيق عَن طريق اتّخاذ القرارات المُناسبة.
• وضع أولويّات العمل وترتيبها وفقاً لاتفاقها مع الحاجات.
• المُساهمة في السيطرة على كافّة المشكلات الخاصّة بتنفيذ العمل.
• الحرص على توفير الرضا في بيئة العمل.
• المُشاركة في التنبؤ للمستقبل الخاص بالعمل.
مبادئ التخطيط: يَعتمد تطبيق التخطيط في بيئة العمل على مَبادئ أساسيّة، وهي:
- الهدف: تَعتمدُ عمليّة التخطيط على وضع هدفٍ مُحدّد، ومُرتبط مع سبب وجود المنشأة، وقد يكون هذا الهدف مُعتمداً على تحقيق الأرباح، أو زيادة الحصّة الخاصّة بالمنشأة في السوق الذي توجد فيه، أو العمل على رفع معدّل الإنتاج، كما من المهم أن يكون هذا الهدف مَفهوماً وواضحاً عند كافّة الأفراد الذين يَعملون في المنشأة.
- الفلسفة: هي كافّة المُعتقدات والأفكار الخاصّة بالطريقة المُستخدمة في الوصولِ إلى الهدف من التخطيط، وتختلف طبيعةُ الفلسفة بين المنشآت، فقد تهتمّ بتحقيق الأرباح، أو زيادة رضا العملاء، أو استمرار وجود المنشأة.
- تطبيق سياسة مُعيّنة: هي الوَسيلة المُستخدمة في التوجيه والتحكّم بالموظفين، وتُشكّل هذه السياسة مجموعة من المبادئ التي تدعم العمل والتفكير الإداريّ، ومن الأمثلة عليها سياسة الإنتاج، وسياسة التسويق، وسياسة شؤون الموظّفين، والسياسة الماليّة.
- الخُطط: هي مجموعةٌ من بيانات وأهداف العمل؛ حيث تُشكّل هذه الأهداف الهدف الخاص بالمنشأة، أمّا بيانات العمل فهي الوسائل المُستخدمة في تحقيق الأهداف، كما تكشف الخُطط عن التطوّر الوظيفيّ في كلّ مرحلةٍ من مراحل العمل.
- الأولويات: هي دور المنشأة في تخصيص الموارد الماديّة والماليّة، والعُمّال والموظّفين بناءً على أولويّاتٍ مُعيّنة، وغالباً يُعدّ الهدف صاحب أكبر أولويّةٍ هو الخاص بتخصيص الموارد، وتستند هذه الأولويّات على فلسفة المنشأة، وكلٍّ من البيئات الاجتماعيّة، والسياسيّة، والاقتصاديّة.