نظريات الاختيار المهني:

يرى معظم العلماء أن الاختيار المهني جانب من جوانب السلوك، ويفسره علماء (التحليل النفسي) على أنه استجابة للحاجات اللاشعورية التي لم يتم إشباعها لدي الفرد. ويعتقد السلوكيون أن الاختيار المهني مشروط بالخبرات التي تعزز طرقًا معينة للسلوك على حساب طرق أخري ممكنة.

وربما كانت نظرية (جينزبرج) ونظرية (أن رو) ونظرية (دونالد سوبر) التي تفسر كل منها الاختيار المهني أهم النظريات في ذلك المجال.

أ) نظرية جينزبرج :

- تتضمن هذه النظرية أربعة عناصر باختيار المهنة ‘وهي أن الاختيار المهني عملية تنمو خلال فترة زمنية مداها عشر سنوات تقريبا، وأن عملية الاختيار هذه عملية قائمة على الخبرة والتجربة وما تحدثه من تغييرات في الفرد بحيث ينتج عنها استثمار للوقت والمال والذات.

إن عملية الاختيار المهني تنتهي بالتوفيق بين الميول والقدرات والقيم الخاصة بالفرد من ناحية ومن الفرص المتاحة للفرد من ناحية أخري.

- وأخيرًا توجد فترات ثلاثة للاختيار المهني: هي فترة الاختيار الخيالي، الذي يتحكم فيه إلى حد كبير رغبة الطفل في أن يصبح راشدًا.

- ثم فترة الاختيارات التقريبية التي تبدأ عند سن الحادية عشرة، ويحددها إلى درجة كبيرة ميول الفرد ثم قدراته ثم قيمه بعد ذلك.

- والفترة الثالثة هي فترة الاختيارات الواقعية وتبدأ عن سن السابعة عشر، حيث تتتابع فيها مراحل الاستطلاع والتخصص.

ب) نظرية (أن رو) (محددات الطفولة):

تتضمن هذه النظرية ناحيتين رئيسيتين، أو هما مشروع لتصنيف المهن، وتفسير القرارات التي تتخذ بشأن كل مهنة، وتبدأ بتقسيم المهن إلى ثماني مجموعات هي: الخدمة، والاعمال ، والتنظيم ، والتكنولوجيا ، والعمل في الخلاء ، والعلوم ، والفنون والتسلية ، والعمل الثقافي العام.

- ثم تقسم كل مجموعة بعد ذلك إلى ستة مستويات تبدأ من (أ) وهو أعلي مستوي، وتنتهي عند (6) وهو أدني مستوي.

- واهتمت نظرية (آن رو) بعد ذلك بخصائص العمال في المجموعات الثمانية ، وتوصلت في النهاية إلى أن هناك عناصر معينة ميزت كل مجموعة عن غيرها من هذه المجموعات ، فعمال الخدمة مثلا "ذوو ميول عقلية أو فنية محدودة وليسو مسيطرين في تفاعلاتهم الشخصية ، ورجال الأعمال ذوو ميول عقلية وفنية محدودة ، ولكنهم أقوياء ومستغلون في علاقاتهم الشخصية ، ورجال التنظيم (مثلا ملاحظي العمال والمحاسبين) يتوافر لديهم ميول عقلية وفنية ضئيلة ولكنهم ذوو قيم اقتصادية قوية ، أما رجال التكنولوجيا (مثل المهندسين والكهربائيين) فاهتمامهم بالعلاقات الشخصية أقل من غيرهم ، ويتميزون باستعدادات وميول ميكانيكية ، أما رجال العلوم (العلماء) فيتفوقون على الجميع في قدراتهم العقلية ، ولكن تقل ميولهم الجمالية، ورجال العمل الثقافي العام (مثل المدرسين وأستاذة الجامعات والفنانين) فهم مسيطرون في علاقاتهم الشخصية وذوو ميول عقلية وفنية عالية ، ولكن الفنانين فهم معجبون بأنفسهم وميولهم العقلية محدودة وذوو ميول خاصة).

وقد تصلح قائمة (رو) هذه في مساعدة الفرد على القيام باختيار مهني سليم.

ج) نظرية دونالد سوبر:

العناصر اللازمة في نظرية النمو المهني صاغها سوبر في النقاط التالية:

1- يختلف الأفراد في ميولهم وقدراتهم.

2- لكل مهنة نموذج مميز من القدرات والميول وسمات الشخصية.

3- كل فرد يصلح للعمل في عدد من المهن على أساس ما لديه من هذه الخصائص.

4- يتغير التفضيل المهني والكفاية المهنية والمواقف التي يعمل فيها الأفراد ومن ثم يتغير مفهومهم للذات مع تغير الزمن والخبرة.

5- تحدد طبيعية نموذج العمل الذي يلتحق به الشخص بواسطة المستوي الاجتماعي والاقتصادي لوالديه، وقدرته العقلية، وسماته الشخصية، وبالفرص التي تتاح له.

6- عملية النمو المهني هي عملية توفيق، نمو واكتمال لمفهوم الذات، وهي عمليه توفيق بين مفهوم الذات، والفرص المتاحة له ليؤدي أدوارًا متنوعة.

7- الرضا عن العمل والحياة على المدي الذي يجده مناسبًا لقدراته، وميوله، وسمات شخصيته، وقيمه.

-ولقد بين "سوبر" عددًا من محددات الاختيار المهني فيما يلي:

- خصائص سلوكية مثل الذكاء والميول والقيم والحاجات.

- الخصائص البدنية مثل الطول والوزن والصحة العامة أو نواحي العجز.

- الخبرات مثل: التعليم والتدريب والتاريخ العمل.

وهذه المحددات على درجة عالية من الأهمية في مفهوم الذات عند الفرد، وفهمه لنفسه ، وما يمكن أن يقوم به.

وفي ضوء ما تقدم يمكن أن نقول: أن هذا النوع (الشخص) الذي أريد أن أكونه، "ثم تأتي الخطوة الثانية فنقول: لذا، فإن هذا هو نوع العمل الذي قد أؤديه واستمتع به".